لأننا حليف رفاهيتك، صحتك و جمالك، فنحن أيضا حليف مغربيتك، و حليف إنسانيتك حيثما كنت في العالم. يسعدنا مشاركتك أجمل الحكايات الأمازيغية القديمة جدا، إليك أجمل الحكايات الأمازيغية، حكاية غريبا و الأب إنوڨا المسماة أيضا قصة وحش الغابة. نأمل أن تحبها و تحكيها لأحبابك.
سحر الحكاية الأمازيغية
الحكاية الشعبية الأمازيغية عالم فريد. يأخذك على جناح الغرائبية إلى عالم سحري. تخرج من لحظتك و تنتقل إلى زمن آخر، تنغمس في هوائه وشخصياته، تأخذك أحداث الحكايات و الأساطير الأمازيغية إلى حياة مختلفة محبوكة بخيال متين، يجردك من النوم و من الملل و تحلق متتبعا فصول الحكاية إلى آخر لحظة من الحكاية.
تتميز الحكاية الشعبية الأمازيغية بحمولتها الإنسانية و طابعها الكوني، فأي قارئ في العالم سيتذوقها و يتابع تفاصيلها يستمتع بمشاهد آسرة كما لو كان أمام فيلم سينمائي، فيه كل ما يميز عالم السينما الساحرة، جمال الصورة، التدفق الإنساني، المزج بين الواقع و الخيال، و الأحداث غير المتوقعة. اليوم ندعوك لاكتشاف إحدى أجمل الحكايات الشعبية الأمازيغية. إنها قصة غريبا و الأب إنوڨا. حكاية أمازيغية شهيرة صارت إحدى روائع الأغنية و الموسيقى الأمازيغية للفنان العالمي إدير Idir، الذي غناها في محافل دولية فزاد من شهرتها العالمية. هل تريد سماع أغنية حكاية الأب إنوڨا و ابنته غريبا، اضغط على الفيديو.
سيدات الحكايات هن جدات حلمن كثيرا و أجداد مبدعون، و قد جلسوا في جماعات في ليالي الصيف و الشتاء، و في ليلة يناير حيث الاحتفال بالسنة الأمازيغية مناسبة دافئة لحكي الحكاية و الأساطير الأمازيغية العجيبة الرائعة. منذ أزمنة بعيدة و في هذه الأرض المغربية، و في عموم البلدان المغاربية دأبت الجدات و الأجداد على حكي الحكايات الأمازيغية المتوارثة جيلا بعد جيل إلى أن وصلتنا اليوم، و ها أنت اليوم تتعرف عليها في هذه الصفحة المميزة.
كثيرة هي الحكايات الأمازيغية المشهورة كحمو أونامير، لولجا، غزلان الليل، و حكايات الحيوانات، و الآن، ندعوك للحظة من غموض الأحاسيس في هذه الحكاية المأثرة.
ماهي حكاية غريبا و والدها إنوڨا؟
في قديم الزمان كانت هناك صبية جميلة إسمها غريبا، كانت إبنة رجل إسمه إنوڨا. كانت غريبا صبية جميلة و طيبة، تعمل في الحقول، تجني الثمار و حينما تنتهي من العمل تعود إلى البيت عند الغروب فيفتح لها والدها الباب. و قبل أن يفتح الأب إنوڨا الباب لابنته كان على غريبا أن تضرب بأساور يديها حتى يتعرف عليها والدها. كانت هذه علامة بين غريبا و أبيها منذ جاء وحش الغابة إلى المنطقة.
و من أجل ألا يتمكن الوحش من الدخول إلى البيت فكر الأب إنوڨا بهذه الحيلة لحماية أسرته من وحش الغابة.
و كذا كان، كلما طرقت غريبا الباب كان الأب إنوڨا يطلب منها تحريك أساورها، حين يسمع صوت الأساور يعرف أنها ابنته غريبا فيفتح الباب. إلى أن جاء يوم تأخرت فيه غريبا، لم تعد عند الغروب من الحقل كما تفعل دائما. هذه المرة تأخرت كثيرا و الليل عم الأجواء، خاف الأب إنوڨا و قلق كثيرا. انتظر الأب طويلا و لم تأت غريبا ابنته فتأكد من أن وحش الغابة قد ظفر بها و جعل منها طعامه. ظل الأب إنوڨا يبكي على مصير ابنته، ثم إذا بغريبا تطرق الباب، خاف الأب إنوڨا و قام يحضن أبناءه الصغار، أخذت غريبا تطرق الباب و الأب إنوڨا يسأل:
“من خلف الباب؟”.
أجابت الصبية: “أنا غريبا يا أبي إفتح لي الباب!”.
فقال الأب إنوڨا: ” رجي أساورك لأتأكد أنك ابنتي غريبا و أفتح لك الباب”.
قالت غريبا: ” لقد ضاعت أساوري في الحقل يا أبي، إفتح لي الباب يا أبي إنوڨا”.
أصر الأب إنوڨا أن يسمع أولا أساور ابنته فقال: ” لن أفتح الباب حتى أسمع صوت أساور ابنتي غريبا”.
ارتجفت غريبا و بدأت تبكي متوسلة: ” إفتح لي الباب يا أبي إنوڨا، فأنا غريبا ابنتك و أخاف وحش الغابة”.
فقال الأب إنوڨا و هو يبكي: ” إن كنت ابنتي غريبا رجي الأساور لأفتح لك الباب فأنا أخاف أيضا من وحش الغابة”.
قالت غريبا: ” هذا صوتي يا أبي إنوڨا، ألا تعرفه!”.
فقال الأب إنوڨا: ” أعرف صوت أساور ابنتي غريبا، أسمعيني صوت أساورك و إلا لن أفتح الباب لأني أخاف وحش الغابة”.
قالت غريبا و هي تبكي: ” أخاف من وحش الغابة أيضا يا أبي إنوڨا”.
فيقول الأب إنوڨا باكيا: ” أخاف من وحش الغابة كذلك لهذا لن أفتح الباب إلا لابنتي غريبا فرجي أساورك لأفتح الباب”.
هكذا ظلت غريبا تبكي من خلف الباب متوسلة أباها أن يفتح لها الباب، و ظل الأب إنوڨا يبكي متوسلا أن يسمع صوت الأساور ليتأكد أنها ابنته غريبا فيفتح الباب. تلك الأثناء كان وحش الغابة يبحث عن فريسة، فاشتم رائحة إنسان، راح يتبع أثر الرائحة حتى وصل إلى غريبا فانقض عليها والتهمها.
خلاصة: قدمنا لك حكاية شهيرة بين الحكايات الأمازيغية الأكثر شعبية. إنها النسخة المتداولة، بينما هناك نسخة أخرى أقل تداولا و التي تتحدث عن نهاية مختلفة لغريبا التي سيأخذها وحش الغابة إلى بيته، و ستتمكن من التخلص منه و العودة إلى أبيها إنوڨا. تبق حكاية غريبا و الأب إنوڨا أشهر حكاية محبوبة تحكيها الأمهات و الجدات الأمازيغيات منذ زمن قديم إلى اليوم. من أرض المغرب نرسل إليك الكثير من الحب و السلام.
هل أنت تستعد للاحتفال برأس السنة الأمازيغية؟ إليك هذه المقترحات 6 أنشطة يمكنك مشاركتها مع العائلة في رأس السنة الأمازيغية
إن أردت التعرف أكثر على الحكايات الشعبية الأمازيغية، انتقل إلى هذه العناوين:
أجمل 3 أساطير مغربية
أشهر 4 حيوانات ناطقة في الحكاية المغربية
قد يعجبك أيضا: ماذا تعرف عن السنة الأمازيغية