هل تجد نفسك تضحي بأحلامك، بمصلحتك، براحتك و رفاهيتك لصالح الآخرين. إن كانت هذه مشكلتك، فهذا المقال كتب من أجلك! إليك المبادئ الأربعة التي ليس عليك التضحية بها مهما كانت الظروف.
هل التضحية هي الحل ؟
كثيرا ما نجد أنفسنا في مواقف صعبة نظن أن الحل الوحيد فيها هو التنازل عن قيمنا والتضحية بمبادئنا من أجل الآخرين. الواقع أن هذه المبادئ مهمة و أساسية لهويتك الشخصية. فهي البانية لصورتك أمام نفسك، و هي المشكلة للذات الخاصة بك. فقدانها هو فقدان لنفسك، و ضياع لذاتك، مما يؤدي إلى ارتباك كبير في حياتك.
إن اعتزازك بقيمك الخاصة و التزامك بما تؤمن به من مبادئ مرتبطة بشخصيتك هو الطريق إلى الإنسجام مع نفسك. هذا الإنسجام له تأثير على ما تخلقه من نجاح في محيطك. ولكي تعيش بطريقة أصيلة متناغمة مع قيمك لابد أن تتعرف على هذه المبادئ الأساسية التي لا يجب أبدا أن تضحي بها في حياتك.
تقديرك لذاتك
إنها القيمة المفتاح لهويتك الخاصة، و المبنية على مبادئك و قيمك الذاتية. قيمك هي التي تحمل قيمتك أمام نفسك. الواقع أن كثيرا من المشاكل النفسية و الإجتماعية لا يجد لها الإنسان حلا مهما تناول من أدوية و مهما تعرض لفحوصات الأطباء، وسبب فشل العلاج من كثير من المشاكل النفسية و الإجتماعية مرتبط بتدني التقدير الذاتي. إنه شئ عميق لا ننتبه إليه. وهو جذر المشكلة.
تقدير الذات هو نبع رفاهية الحياة النفسية و العقلية، حين تضحي بتقديرك لذاتك من أجل شخص آخر فأنت تتعرض لخسارة كبيرة، غالبا ما لا تحظ بالآخر وتكون تنازلت عن احترامك الذاتي و خسرت ثقتك بنفسك.
حين لا تدافع عن رأيك أو معتقداتك أو مبادئك فهذا يضر بمستوى تقديرك الذاتي. إن قيمك التي تعتز بها و المرتبطة بشخصك ليست موضوع تفاوض و نقاش مع أحد. تذكر دائما أن من يحبك لن يعرضك أبدا لأي تضحية تخص احترامك لذاتك. و أن أي عمل أو موقف لا يستحق أبدا أن تضحي لأجله بتقديرك و احترامك لذاتك.
تقديرك لذاتك لايعني أنانية و لا غرورا و لا غياب العاطفة تجاه الآخرين، بل هو انسجام مع ما أنت عليه حقيقة، مع مواقفك و معتقداتك و ما تؤمن به و الذي لا يضر بالآخرين، إنه مرتبط بهويتك الخاصة. أن تكون وفيا لذاتك مع احترام لاختيارات و آراء الآخرين.
مصداقيتك
ما هو الشئ يا ترى الذي يجعلك تضحي بمصداقيتك! هناك من قد يضحي بالمصداقية لمصلحة الآخرين، أو لأجل مصلحة خاصة. كأن لا تدافع عن رأيك و لا تعرض أفكارك مخافة خسارة زميل ما، ذلك يجعلك غير حقيقي مع نفسك و سيكتشف زميلك آراءك الحقيقية.
إخفاؤك لآرائك و وجهات نظرك أو السكوت عنها يجعلك غامضا وغير واضح مما يفقدك المصداقية. أن تكذب و تخفي رأيك الحقيقي من أجل الآخر فهذا سيجعلك تفقد تقديرك الذاتي أمام نفسك، و قد يكتشف الناس أنك تكذب بشأن مواقفك فيحذرون من كلامك الذي لم يعد محط تصديق فتخسر ثقتهم لأنك خنت نفسك.
صعب أن نحتفظ على مصداقيتنا في مواقف نقرر فيها التنازل عن مبادئنا و التضحية بقيمنا خاصة من أجل الحصول على وظيفة معينة أو ترقية مهنية. ومع ذلك فإن المصداقية قيمة ثمينة لا تباع و لا تشترى، فهي بصمتنا الخاصة بهويتنا الذاتية.
في مجتمعات تشجع التصرف المحمول بالغش، الكذب، سيكون من الصعب الإستمرار في الحفاظ على المصداقية، ومع ذلك فإن الإلتزام بها يجعلنا منسجمين مع ذاتنا، مرتاحين مع أنفسنا و هي أشياء لا ثمن لها.
أحلامك
من منا ليست لديه أحلام! كلنا لدينا أحلام. لكن الكثيرون يتعرضون للسخرية أو التنقيص من أحلامهم فتجهض للأبد. لا تترك أحدا يبخس من شأن أحلامك. لا تترك أحدا يدفعك للتخلي عن أحلامك. لا تضحي بأحلامك!
أحلامك خاصة بك، إنها عنوان تجربتك الخاصة بحياتك فلا تمنح فرصة لأي أحد بأن يقنعك بالتضحية بها. كثيرة هي القناعات الكاذبة والمغشوشة التي تجعلنا نتنازل عن أحلامنا. فمن أجل الحب نضحي بأحلامنا كي نقنع الآخر بعواطفنا، و في النهاية لا حب حصدناه و لا حلم حققناه. لهذا كن صادقا مع نفسك و لا تضحي بجوهرك من أجل الآخرين.
ليس سهلا الإستمرار في التمسك بأحلامنا، لكن التضحية بها أشد قسوة وتأثيرها سلبي على شعورنا بتقدير ذاتنا. ليس أجمل من الفخر و الإعتزاز الذي يملأنا و نحن نحافظ على أحلامنا و نسعى لتحقيقها. إنها جزء من كياننا و شخصيتنا الخاصة.
حين نضحي بأحلامنا نشعر آجلا أم عاجلا بأننا لم نحقق فعلا ما نريده و أن هناك حياة تنادينا و أن هناك شئ لم يكتمل بعد. اخرج من منطقتك الآمنة و اعمل من أجل أحلامك، هذا ما يحقق كل ما تريده في حياتك.
سعادتك
السعادة هو إحساس خاص بالرضى عن حياتك. وجود السعادة في حياتك هو شئ عظيم. مع السعادة تكون الطمأنينة و الراحة النفسية و التناغم مع الذات و الحياة. فهل هناك من يستحق أن تضحي بسعادتك من أجله! للأسف، هناك من يتنازل عن سعادته فقط ليحظى بإعجاب الآخرين، أو ليتجنب بعض النقاشات في الحالات التي تتطلب المواجهة. لابد أن نعلم أن السعادة لا تتحقق أبدا من خلال التضحية بكل ما سبق و ذكرناه من أساسيات شخصيتك، لاتتحقق السعادة أبدا حين نضحي بتقديرنا لذاتنا، و بمصداقيتنا و بأحلامنا.
التوازن في الحياة يتحقق عن طريق العثور على ما نحبه فعلا، ما نريده فعلا، و ما نؤمن به فعلا. فالعلاقة المنسجمة بين اهتماماتنا الخاصة و بين أحلامنا ومبادئنا تحقق هذا التوازن لحياتنا.
العثور على الهواية التي تدعم سعادتك هي إحدى أولوياتك، قد تكون الموسيقى، القراءة، الرياضة، الرسم، التأمل، و أي شئ يعزز رضاك و سعادتك.
التضحية بسعادتنا يجعلنا في حالة من الإحباط و الكآبة. السعادة هو اختيار و هو قرار نتخذه. إننا نقرر أن نكون سعداء بغض النظر عن ظروفنا. سعادتك لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد.
أخيرا، هذه الأربعة مبادئ لا يجب التضحية بها، فالحياة ثمينة و علينا عيشها وفق حقيقتنا و رغبتنا. الحياة تضع قيمك و مبادئك في الإختبار، الفخر الذي تحس به بعد كل توفيق لا يقدر بثمن، فالتضحية ليست هي الحل. لابد و أن نجد طرقا أخرى للترقي العاطفي و المهني و الإجتماعي دون أن نخسر مبادئنا. تقديرك لذاتك، مصداقيتك، أحلامك و سعادتك، أربعة أشياء تبني لك عيشا كريما و فخورا، و تمنح لك حياة ذات معنى أمام نفسك قبل أي شخص آخر. فلا تضحي بها ! عش حياتك و حقق تجربتك فوق هذه الأرض بحب و تناغم.
تعرف على:
كيف تسكتين الصوت السلبي في داخلك
أفضل الطرق لعيش الحياة التي تستحقها
دع القلق وٱنطلق في الحياة
أفضل قنوات التطوير الذاتي باللهجة المغربية
أفضل طريقة لتتخلص من التماطل نهائيا