هل تحب حكايات الحيوان؟ إنها قصص مغامرات مدهشة يحبها الصغار و الكبار. الثقافة المغربية تمتلئ بحكايات أبطالها الحيوانات. سوف أشاركك أكثر هذه الحيوانات بطولة في الأساطير و الحكايات المغربية. اكتشف أشهر حيوانات ناطقة في الحكاية المغربية.
الحكايات الأمازيغية المدهشة
تعرفت على هذا العالم بفضل جدتي رحمها الله. كنت صبية صغيرة و كان القنديل يضيئ شرفة البيت الجبلي، و كانت الجدة تحكي لي أسطورة أونامير. أظل مشدودة إلى حكيها، و من حين لآخر كنت أتطلع إلى السماء لعلي أرى النسر المسافر في الفضاء. و ليس هذا فقط! كنت كلما رأيت ديكا أتخيله ذاك الديك الذي صاح بصوت عالي مخبرا والدة أونامير عن مخبإ المفتاح. هل تشعر الآن بشئ ؟ أنا مررت بهذا الشعور مع كل كلمة و جملة حكتها الجدة. سوف أكون سعيدة بأن أفتح لك نافذة لتكتشف أشهر الحيوانات الناطقة في الحكاية المغربية.
الحيوان في عالم الأساطير و الحكايات الأمازيغية
الثقافات القديمة تعرف حضور الحيوان في حكاياتها، و في المغرب هناك ثقافة قديمة جدا، إنها الثقافة الأمازيغية، و هي منتوج حضاري عريق و متجذر في المغرب. يحب المغاربة رواية الحكايات، و قد ورثوا الكثير منها من الجدات، و عبر القرون و الأزمنة تمكنت الحكايات و الأساطير المغربية من النجاة من النسيان لتعطي للعالم جزء من الجمال الثقافي لهذه البلاد المغربية المتميزة بغناها الحضاري. إن سحر الحكايات و الأساطير الأمازيغية استمرت إلى اليوم في التعبير عن الإنتاج الخيالي و الإبداعي للثقافة الأمازيغية و عن قيمة الجمال و الحكمة و أنواع المشاعر التي تثيرها في الإنسان.
الحيوان مرافق للإنسان المغربي في قصة وجوده في هذه الأرض، إنه صديق أنيس أحيانا و إنه عدو مفترس أحيانا، إنه يمشي على قوائم، و إنه يطير أحيانا و قد يزحف أحيانا، إنها أنواع من الحيوانات التي تعامل معها الأجداد و راقبوها في بيئتها القريبة من محيط الإنسان، و تركت لدى الأجداد انطباعا عن صفاتها، و مميزاتها، مما جعلهم يضعونها في قوالب شخصيات عاقلة، تفكر و تتصرف بحكمة أحيانا، بتهور أحيانا أخرى. إنه عالم الحيوانات الناطقة في الحكاية الأمازيغية، أدعوك لمتابعة القراءة، و الدخول إلى عالم الحيوانات المدهشة التي تتكلم!
الحيوانات الناطقة في الحكاية المغربية
الذئب
شهرة الذئب واسعة في الحكايات الأمازيغية. إنه شخصية أساسية في هذه الحكايات و غيابه في بعضها استثناء فقط. إسمه “أوشّن”، و من شدة بطولته في الحكاية الأمازيغية أطلق عليه إسما آدميا ” خالي يحيى” في جبال الريف. و هو يتقمص كل الأدوار، فهو فلاح، إسكافي، راعي، لص…إلخ. و علاقته الثنائية كبيرة مع القنفذ، تجمع بينهما الألفة التي تنقلب أحيانا إلى الحذر و كثرة المقالب.
القنفذ
يأتي القنفذ في المقام الثاني من الحضور و الشهرة بعد الذئب. إسمه “إسني” و تم منحه إسما آدميا أسطوريا شعبيا “بومحند”. القنفذ شخصية تمثل الهدوء و التبصر في الحكاية الأمازيغية. ربما لاحتراسه في الغابة، ربما لنظراته الودودة العميقة، أكيد أن الإنسان الأمازيغي و هو يراقب هذا الحيوان رأى فيه ما جعله يقمصه شخصية تتصف بقيم إيجابية تدور حول الذكاء و التفكير الهادئ. القنفذ هو رفيق الذئب و صديقه، أحيانا يساعده و أحيانا يشمت به. تقول الحكمة الأمازيغية أن الذئب لدية مائة حيلة و نصف حيلة فقط للقنفذ، و مع ذلك فنصف حيلة القنفذ تغلب جميع حيل الذئب.
الثعلب
الثعلب هو الشخصية الثالثة بعد الذئب و القنفذ، إنه حيوان ناطق و كلامه مكر في مكر، إسمه “أباغوغ” لكن الأمازيغ أطلقوا عليه إسما آدميا “الطالب علي”. مع كل تبجح الثعلب إلا أنه خائف كبير. غالبا ما يقع ضحية ذكائه الماكر. دائما يظن الثعلب نفسه أذكى الأذكياء، لكنه يصطدم بحيوانات تفوقه ذكاء و تستغل خوفه لصالحها.
الأسد
الأسد و إسمه “إزم”; هو رابع شخصية حيوانية شهيرة في الحكاية الأمازيغية، و تدور قصصه غالبا مع الذئب. الأسد في هذه الحكايات قوي جسمانيا و يفتقر إلى الذكاء مما يجعله دوما يسقط في الفخاخ التي ينصبها له الذئب. يفرح الذئب حينما يلتقي بالأسد لأنه يجد فرصة لاستغلال غبائه، بينما هذه الفرصة لا تتحقق له مع القنفذ. الأسد في الحكاية الأمازيغية ينجو من الذئب فقط حين يكون برفقة القنفذ.
خلاصة، الذئب و القنفذ و الثعلب هي الحيوانات الثلاثة الذكية التي حضورها أساسي في الحكاية الأمازيغية، ثم يأتي الأسد في المرتبة الرابعة من الحضور، ثم تدخل حيوانات أخرى لتلعب أدوارا ثانوية في الحكايات الأمازيغية و هي: الحمار، الديك، القرد، الأتان (أنثى الحمار)، الكلب، الضبع، الثعبان، البغل، الفأر، و حيوانات أخرى تلعب أدوارها مع الشخصيات الرئيسية الأربعة. إنها جميعا أبطال الحكاية الأمازيغية من الحيوانات التي تتكلم!
إقرأ أيضا:
أجمل 3 أساطير مغربية
أفضل 10 أشياء يجب القيام بها في الخريف
ماذا تعرف عن السنة الأمازيغية
أربع نباتات منزلية تساعد على الراحة النفسية
بيلماون: أصل و تاريخ كرنفال الكبش في المغرب
الفنون في الهند، أسرار و أساطير