ماذا تفعل حين تتلاشى الألوان من حياتك؟…تبدو مرهقا، قد تعتقد أنك خمول، ليست لديك رغبة في الحركة. لاشئ يثير اهتمامك. هل لاحظت ذلك؟. إنك في موسم نهاية الهوية المزيفة. رافقنا لمساعدتك في فهم الليلة المظلمة للروح وماذا عليك فعله للخروج منها.
كيف تحس حين تقع في ليلة الروح المظلمة؟
الألوان تنمحي من حياتك، تدريجيا وببطئ، تمتلأ برغبة واحدة، لاتريد المقاومة بعد الآن. أنت متعب للغاية، لامزيد من القتال من أجل أي شئ، لاحلم، ولا رغبة في النجاح. لا أريد أن أكون ناجحا، لاأريد أن أفكر، لا أريد أن أعمل، لا أريد أن أقوم بأي شئ، حتى ولو للترفيه عن النفس. ما الذي يحصل!. قد يمر وقت قبل أن تفهم أنك في الليلة المظلمة للروح. كل هذا الوجود، الشمس، القمر، الورود والبشر، لا أثر في قلبك، تمشي وكأنك في غيبوبة. مهما فتحت عينيك فأنت لاترى الحياة…هذه هي الليلة المظلمة… ماذا ستفعل!…لاشئ…تلاشى معنى الحياة، ولارغبة لك في القتال من أجل أي شئ…
إصلاح نظرتك أو تصورك ليس هو هدفك وأنت تعيش الليلة المظلمة للروح، الهدف هو أن تستعيد الشعور بالحياة.
إنه موسم حالك، وعيك به سيساعدك…ستظن أن المشكلة فيك أنت…ستنظر إلى الآخرين من حولك…يسرعون للنجاح…يسرعون يجرون ويحققون…ستقارن وتلوم وتشعر بالذنب والعجز…هل هذه هي الحقيقة؟… ستندفع بعد فيديو محفز، ستشعر بالحماس ثم بسرعة ستعود إلى لحظة الفشل الشعوري، كسل وخمول…تتراجع ثقتك، يهتز شعورك بذاتك، تشك في نفسك، تنسحب من الوجود…لاجدوى…التحفيزات أشبه بحقن مهدئة، بسرعة ينتهي المفعول وتتلاشى الألوان من عينيك…لأنك لا ترى الحياة فعلا…إنك في لحظة مظلمة لروحك. ها أنت تعي ذلك…وها أنت تفهم أنك لست السبب، المرض ليس السبب، الكسل ليس السبب…السبب في كمية التفكير الذي شبع منه عقلك…تفكير لايتوقف…تنظر إلى الآخرين وكمية الشغف التي تدفعهم للنجاح، عليك أنت أيضا أن تدفع…ادفع نفسك، اسحبها إلى الحياة…لاجدوى…انهيار ثقيل…تسأل، أكيد المشكلة فيك! تسأل ربما طريقتك ليست مناسبة…لكنك مهما فعلت لا تندفع…لاشئ له مذاق، ولاشئ مشرق في عينيك…لأنها الليلة المظلمة للروح.
ماذا عليك أن تفعل؟
لاتقاوم! هذا فقط!… لا تحاول أن تندفع، فروحك في أسوء مواسمها…راقب وانتظر…لا تقارن فلا أحد يشبه أحد…ابتعد عن السكن في المواقع الاجتماعية، أنت لاتعرف كمية التوتر والقلق الذي يسكن روحك تدريجيا من حيث لاتدري… صور النجاح تتوالد أمام عينيك بسرعة وبلا توقف…تتساءل لماذا لا يحصل معي كأصحاب هذه الصور…لماذا لا أبحث عن النجاح مثلهم…تسرع نبضات قلبك وتتدفق الأفكار السريعة في عقلك…أفكار وأفكار…لايتوقف زر التفكير، لاشئ يمر عاديا في يومك، إنك مسرع، وإنك مشغول، وإنك متعب…وإنك تشعر بالخيبة…ماذا تريد فعلا!…عقلك ممتلى، التوتر يبني بيته في روحك، طوبا طوبا، ينمو القلق ويصبح روتينك اليومي…تتأذى روحك شيئا فشيا بلاشعور منك…يكبر الأذى إلى أن يصل مرحلة جامدة…أنت مجمد تماما، منطفئ…ترى المتحمسين من حولك وتقول “ربما أنا لست جيدا كفاية”…ماذا لو أن المشكل ليس أنت…تلك المقارنات والتفرج في نجاحات الآخرين عبر الصور الدسمة بنت قلقك لحظة بلحظة…كم من ساعة وأنت جالس أمام شاشتك!… المشكلة ليست في الشغف الذي لاتشعر به، قد يكون في التشتت في الآخرين…ذلك يترك أثرا ينمو في غفلة منك…الانتباه الغارق في حياة الآخرين…ذلك يمتص طاقتك ويخدرك…أنت تريد الإشراق، ربما القلق يمنعك…ضغط الأفكار يشلك…مقارنتك تضعفك…توقعاتك ربما…ماذا لو تتوقف عن كل هذا!.
كيف تخرج من المأزق؟
إن كنت رغم كل محاولاتك عالقا…ابق عالقا…على الأقل في الوقت الحالي. لاتجبر نفسك…لاتجرها بالرغم منها…لاحظ فقط في أي دائرة أنت، الانشغال سببه التفكير الزائد مما يسبب تشتت التركيز …منشغل بأكثر من فكرة، أكثر من قلق…ماذا يجب أن أحصل عليه، ماذا لو لم أفعل هذا..ماذا لو قلت ذلك…أفكار فوق الطاقة، ذهن منشغل على الدوام، إرهاق مستمر…تحتاج إلى أن تلهي نفسك. اخرج من رأسك المزدحم، قم مثلا بإلهاء نفسك بشئ تتناوله…الهدف هو التركيز للحظات على شئ ممتع محايد، مثل آيس كريم…لا تسهر، خذ وقتا كافيا للنوم. التركيز على شئ بسيط تفعله مثل الرسم، شرب قهوة، ذلك يبعدك عن الحالة الذهنية التي تحبسك في ظلمتها المزعجة…تأمل ولا تفعل شيئا، يدربك ذلك على التواصل الحقيقي مع نفسك دون انتظار أي توقعات. مع الأيام وبمجرد أن يتكرر ذلك سوف تجد نفسك تشعر بالوجود…”صرت أشعر بأني موجود، أنا هنا في الحياة”…هذا هو الهدف…أن ترى الحياة، أن تحس بأنك موجود فيها…في هذه المرحلة قد تبكي وقد تنهار…إنها إشارة إلى أنك تتخلى عن نسختك الماضية، ذاتك تريد أن تتغير… هذه المرحلة لن تصل إليها وأنت تحت الضغوطات…وأنت تعتصر في موسم الليلة المظلمة للروح…حين تنعزل عن الضجيج في عقلك و تجلس أكثر مع نفسك، حينئذ سترى الألوان ببطئ وتدريجيا تنمو في عينيك، وستشرق وسترى هذا الاشراق… ربما معاناتك كبيرة ولامثيل لها، وطريقتك في التعامل معها تساعدك في تجاوزها…حينما ينحل الألم أنت بذلك تصنع طريقك، موهبتك وفنك في الحياة…هكذا يفتح باب جديد. أبسط الأشياء هي باب لأكبر الأشياء، النهوض من الفراش، المشي لدقائق، قراءة صفحة من كتاب…هذه العادات اليومية الصغيرة تفتح باب العادات الكبيرة مثل، الالتحاق بنادي الرياضة، تعلم لغة جديدة، قصة مختلفة للشعر، السفر، وظيفة جديدة، وغيرها. إصلاح نظرتك أو تصورك ليس هو هدفك وأنت تعيش الليلة المظلمة للروح، الهدف هو أن تستعيد الشعور بالحياة.