في زمن رقمي صارت فيه الحدود الشخصية منعدمة، وصارت فيه الحياة الخاصة المهنية والعائلية مشاعة، اختار الأذكياء الصمت. هل هناك أسرار معينة يخفيها الأذكياء؟ لماذا يتعاملون بحذر مع المعلومات الخاصة؟ ولماذا يفضلون الحفاظ عليها بعيدا عن أعين الناس؟ اكتشف 10 أشياء لا يشاركها الأذكياء مع أي شخص أبدا.
أشياء طي الكتمان
تفتح شاشتك وتجد أمامك عالما واسعا من القصص والتجارب والعواطف والأحداث التي لاحصر لها. ورغم هذا الازدحام إلا أن ثمة أشخاص لايرون أي جاذبية في رواية أسرارهم على الملأ. إنهم خطوا لحياتهم نهجا آخر، وهو إيجابي بالنسبة لهم، غالبا ما يعتبرون ناجحين في مجالهم. هادؤون ولا يتسابقون للحديث كثيرا عن أنفسهم، وحين يتحدثون يكون ذلك بحذر متعمد، حفاظا على مصالحهم، وسلامتهم العقلية، وخصوصيتهم. دعونا نلقي نظرة على الأشياء التي يفضل الأشخاص الأذكياء كتمانها.
1- كامل خبراتهم المهنية
ألم تتفاجأ من زميل كنت تظنه عاديا ثم فجأة نال ترقية هامة! ألم تندهش لمدى قدرة شخص في حل مشكلة ما رغم أنه لم يخطر ببالك قدرته على ذلك! هذا هو الكتمان الذي يسلكه دوما صنف من الناس لا تجذبهم الثرثرة عن أنفسهم. تهمهم النتيجة و يعملون بصمت لتحقيقها. إنهم موهوبون لكنهم لا يشهرون ذلك على الجميع. يقدمون موهبتهم بحذر تجنبا لإهدار كامل قدراتهم. غالبا ما يخفي الأشخاص الأذكياء قدراتهم الحقيقية أو معرفتهم بالمعلومات. إنهم يدركون أن الكشف عن الكثير يمكن أن يؤدي إلى إفراط في طلبات المساعدة في العمل، كما يمكن أن يجعل الآخرين يتوقعون منهم أداء فوق طاقتهم، بهذه الطريقة يحافظون على عدم إمكانية الاستغناء عنهم دون أن يتحولوا إلى الشخص المناسب لكل مشكلة أو مشروع بفضل هذا التوازن الدقيق.
2- الوضعية المادية
يميل الأشخاص الأذكياء إلى الحفاظ على خصوصية وضعهم المادي، قد تظهر عليهم مظاهر الارتياح المالي. لكنهم يعرفون جيدًا أن كشف المعلومات المتعلقة بأرباحهم، أو مدخراتهم أو استثماراتهم أو شؤونهم المالية قد يجر عليهم الغيرة أو شكوك غير عادلة تحولهم إلى هدف سهل. لهذا السبب يفضلون إخفاء ظروفهم المادية. ذلك يضمن لهم تعاملا اجتماعيًا طبيعيا مبني على علاقات صادقة وعلى الاحترام الحقيقي وليس على الاستغلال المالي.
3- طريق النجاح
صيغ النجاح عديدة، الطريق الذي سلكته ليس هو نفسه طريق منافسيك المهنيين. لهذا هناك سر المهنة. قد يعطيك أحدهم وصفة لكن دون أن يضمنها باللمسة السحرية الخاصة به. هذه اللمسة هي مزيج من الرؤية الخاصة والاستراتيجيات الفريدة، و الحكمة المكتسبة بشق الأنفس. يتعامل الأذكياء مع هذه المعرفة باعتبارها ملكية فكرية خاصة بهم، ويتقاسمونها بشكل مقتصد للحفاظ على الميزة التنافسية.
إنها ليست أنانية، بل هي اعتراف بأن توزيع مخططهم للنجاح على الجميع يمكن أن يضعف فعاليتهم وميزتهم الفريدة. قد يقدمون الإرشاد والتوجيه، ولكن الاستراتيجيات الأساسية، وخاصة تلك المتعلقة بالأساليب المبتكرة، أو أساليب الاستثمار، تخضع لحراسة مشددة.
4- نقاط الضعف وتقلصات الأمان
جميعنا لدينا نقاط ضعفنا، جميعنا من حين لآخر ينقص شعورنا بالأمان وتتقلص ثقتنا، لكنك لن تجد أشخاصًا أذكياء يكشفون عن نقاط ضعفهم. إنهم يدركون قوة الضعف لديهم ولكنهم يدركون أيضًا مخاطر الافصاح عنها.
هذا لا يعني أنهم لايتأثرون، بل يهتمون بحماية أنفسهم من الأذى أو التلاعب المحتمل في دوائر أوسع، فإنهم انتقائيون للغاية بشأن من ينفتحون عليهم في ما يخص مخاوفهم وشكوكهم وانعدام أمنهم. بهذه الطريقة يحافظون على كرامتهم ويتجنبون استخدام نقاط ضعفهم كسلاح ضدهم.
5- العلاقات والمعارف
في عصر العلاقات، من تعرفه له نفس أهمية استراتيجية النجاح. الأشخاص الأذكياء لديهم غالبا لديهم شبكات من العلاقات بنوها مع مرور الوقت، لكنهم لا يستخدمونها كعملة اجتماعية. إنهم لايتباهون بعلاقاتهم،
ذلك قد يجذب نوعًا خاطئًا من الاهتمام بهم. غالبا ما يحتفظون بعلاقاتهم الأكثر قيمة ومدى قوة شبكتهم الاجتماعية سرًا إلى حد ما. القيام بذلك يمنعهم من أن يُنظر إليهم على أنهم مجرد وسيلة، أو نقطة انطلاق للراغبين في طلبات لجهات اتصال مأثرة. إنهم يهتمون بضمان تقدير علاقاتهم للأسباب الصحيحة، وحماية مصالحهم ومصالح علاقاتهم.
6- الأمور الشخصية والعائلية
الحياة الشخصية والعائلية خاصة للغاية. يهتم الأشخاص الأذكياء بشكل خاص بهذا الأمر، فيختارون بعناية ما يكشفونه عن حياتهم المنزلية وعلاقاتهم وقضاياهم العائلية. مثل هذا التقدير متأصل في الاحترام لأنفسهم ولأفراد عائلاتهم. إنهم يدركون أنه بمجرد مشاركة التفاصيل الشخصية، لا يمكن إلغاء مشاركتها، قد يؤدي ذلك إلى أحكام غير مناسبة. الأمر كله يتعلق بإنشاء حدود صحية بين الحياة الشخصية والعالم الخارجي.
7- جهود التحسين الذاتي
تحسين الذات هو رحلة للاكتشاف الشخصي والنمو، وهي رحلة غالبًا ما يقوم بها الأشخاص الأذكياء بهدوء. سواء كانت أهدافًا للياقة البدنية، أو أنشطة تعليمية، أو علاجًا، إنهم يدركون قيمة التركيز على نموهم دون الضغط الإضافي المتمثل في التوقعات الخارجية. يسمح هذا النهج الخاص بالتنمية الحقيقية، بعيدًا عن تأثير المعايير المجتمعية أو النصائح غير المرغوب فيها من المارة. إنهم يعلمون أن التقدم الحقيقي هو أمر شخصي وليس أداءً لنيل استحسان الآخرين أو تصفيقهم.
8- تفاصيل الإخفاقات أو الأخطاء الماضية
على الرغم من أنهم يفهمون قيمة التعلم من الأخطاء، فإن الأفراد الأذكياء أيضًا انتقائيون فيما يتعلق بمعلومات الماضي التي يكشفون عنها ولمن يكشفونها. الأمر يتعلق بالتقدم والنمو، وليس بالتستر على ماضيهم. بدلاً من الخوض في تفاصيل الإخفاقات نفسها، فإنهم يفضلون تسليط الضوء على الدروس التي تعلموها وكيف تغيروا. ذلك يساعدهم في الحفاظ على صورة عامة إيجابية دون أن يجعل تجاوزاتهم الماضية محور هويتهم.
9- الخطة التالية
عند التخطيط لقرارات كبرى مثل التحول الوظيفي، أو مشروع تجاري جديد، أو أي تغيير مهم في الحياة، يميل الأشخاص الأذكياء إلى الاحتفاظ بأوراقهم قريبة من صدورهم، حتى يتم تنفيذ خططهم. تمنع هذه الإستراتيجية التأثير غير المبرر، أو التخريب، أو أي شئ يمكن أن يعرقل قراراتهم أو يؤثر عليها. بهذه الطريقة، يمكنهم العمل بهدوء لتحقيق أهدافهم مع الاستقلالية والحد الأدنى من التدخل الخارجي.
10- الخطط البديلة أو الاحتياطية
وجود خطة بديلة أو احتياطية هو أمر عملي، عادةً ما يحتفظ الأفراد الأذكياء بهذه الأمور الطارئة لأنفسهم. ليس لأنهم يفتقرون إلى الثقة في خططهم الأساسية، بل لأنهم يدركون أهمية الظهور بمظهر مركز وملتزم. إن مشاركة الكثير حول المسارات البديلة قد يعطي انطباعًا بالشك أو عدم الالتزام بأهدافهم الأولية. لهذا يبقون أعينهم على الجائزة. إنهم يبذلون كل ما في وسعهم لخطة الاختيار الأول الخاصة بهم مع الراحة في معرفة أن لديهم خيارات إذا لم تنجح الأمور.
خلاصة: يتنقل الأشخاص الأذكياء في حياتهم الشخصية والمهنية من خلال طريقة مدروسة تقدر الخصوصية والاستقلالية وسلامة علاقاتهم.
عبر الالتزام بفلسفة المشاركة الانتقائية، و الحفاظ على سيطرتهم على ما يكشفونه، فإنهم يضمنون أن تفاعلاتهم حقيقية، وأن طريقهم يظل غير ملوث بالتأثير أو المواجهات غير المبررة. ربما يكون من المفيد الاستفادة منهم و والتفكير مرتين فيما تشاركه ومع من ستشاركه.
اقرأ المزيد عن مواضيعنا الشيقة هنا قسم المنوعات
