6 أهم مواقع أثرية في المغرب
يوجد في المغرب العديد من المواقع الأثرية تعود إلى أزمنة قديمة. بعضها معروف، بينما البعض الآخر أقل من ذلك. ٱكتشف 6 أهم مواقع أثرية في المغرب.
المغرب القديم
من عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم، شهد المغرب حضارة عمرت آلاف السنين، وثقافة نابعة من أراضيه ومنفتحة على ثقافات مرت عبر جغرافيته المتميزة.
بعض هذه المواقع الأثرية معروفة للجميع وهي الموجودة في المدن، فحين يتم ذكر المآثر المغربية فغالبا ما يفكر المرء في الأحياء القديمة لفاس أو في قصور مراكش، أو أسوار تارودانت أو مدينة مكناس الإمبراطورية. بينما يظل البعض الآخر مخفيا، بعيدا بين المروج والأرياف. لكن محبي الإكتشاف وعشاق الآثار سيرغبون في إلقاء نظرة!.
مدينة وليلي
على بعد ثلاثة وثلاثين كيلومترًا من مكناس في الأطلس المتوسط، يقع أهم موقع أثري في المغرب. الشاهد النادر لفترة مهمة للغاية من تاريخ المملكة القديم. مدينة وليلي الأثرية، المُدرجة كموقع تراث عالمي لليونسكو منذ عام 1997. إنها العاصمة القديمة لمملكة موريتانيا الأمازيغية. تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد ثم ٱحتلتها روما ٱبتداء من سنة 44. عاشت مجدا خلدته كتب التاريخ. بين الأعمدة والأزقة والشوارع تتراص بيوت وحمامات وغرف مزينة بالفسيفساء ومعبد كابيتولين وقوس النصر. كل المباني شاهدة على زمن عظيم من تاريخ المغرب في علاقاته السياسية، الإقتصادية، الدينية والإجتماعية. كان الموقع جيدًا إلى القرن الثامن عشر حين تعرض لأضرار جسيمة بعد زلزال. إن العثور على لقى أثرية هامة أكدت على أن وليلي مدينة أمازيغية مرومنة، مما جعلها تُعَدُّ موقعًا أثريًا رئيسيًا في المغرب. ٱشتهر الموقع كثيرا عالميا حينما تم فيه تصوير فيلم الإغراء الأخير للمسيح للمخرج سكورسيزي.
مدينة ليكسوس
تمتد على مساحة 62 هكتارًا، بعيدة عن المسار السياحي المعروف في المغرب. إنها بالقرب من ميناء العرائش البحري شمال المغرب، تتميز بإطلالة رائعة على نهر لوكوس. تعود تاريخ هذا الموقع الأثري إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حسب بعض النصوص الإغريقية والرومانية. يوجد بها حي المعابد، المسرح الروماني، حمامات عمومية، قصرا فخما شُيد في عهد الملك الأمازيغي يوبا الثاني، مركّب صناعي واسع لمعالجة السمك، بقايا المنازل التي عاش فيها المواطنون والتي عبرها تظهر تصاميم المنازل. ذكرت ليكسوس من قبل الكتاب القدامى مثل هانو الملاح، المستكشف القرطاجي عام 450 قبل الميلاد. وحسب عبد السلام الصروخ، رئيس القسم الثقافي ببلدية العرائش، فالمآثر التاريخية البارزة في موقع ليكسوس لا تمثل سوى 10 في المئة من المآثر التي يضمها، في حين أن 90 في المئة منها ما زالت تحت الأرض ولم تُكتشف بعد، وعندما ستُكتشف، فلا شك أنها ستقلب كثيرا من الحقائق التاريخية”.
في القرن الثالث الميلادي، أصبحت ليكسوس مسيحية بالكامل وهناك أطلال لكنيسة مسيحية تطل على المنطقة الأثرية. ٱستمر المغاربة يسكنون المدينة إلى أن جاء الزوال النهائي عام 1300 ميلادي وقال المؤرخون أن تخلي السكان عنها كان بسبب الجفاف. ولم يبتعدوا كثيرا فقد سكنوا مدينة العرائش بالقرب من الموقع.
مدينة بناصا
مدينة بناصا الأثرية، تقع بإقليم سيدي قاسم على بعد 17 كلم من مدينة مشرع بلقصيري. تعود إلى الفترة المورية الأمازيغية. وجدت بها آثار فخارية وزخارف فسيفائية ومنازل ولقى برونزية ومعابد وغيرها من الآثار. مجموعة كبيرة من هاته القطع الأثرية معروضة بقاعة البرونز بالمتحف الأثرى بالرباط وأخرى محفوظة بمخازن موقع وليلي الأثري. قال رشيد أغربي، محافظ موقعي (بناصا وثاموسيدا) بوزارة الثقافة والاتصال: “إن موقع بناصا يعتبر من بين أهم المواقع الأثرية بمنطقة الغرب التي تنتمي إلى الفترة المورية إلى جانب موقعي ثاموسيدا وريغا”.
مدينة ثموسيدا
يوجد موقع مدينة ثموسيدا تعرف اليوم بسيدي علي بن أحمد على الضفة اليسرى لنهر سبو ، على بعد 10 كلم من مدينة القنيطرة .مدينة أمازيغية قديمة عرفت حركة تجارية مهمة كما تدل على ذلك البقايا الفخارية التي كانت تصل عبر نهر سبو من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط . وعلى غرار المواقع الأخرى فقد عرفت ثموسيدا التواجد الإداري الروماني لفترة قبل أن يتم جلاءها بين 274 و280 بعد الميلاد.
مدينة ريغا
وسط سهل واسع و على بعد 8 كيلومتر شمال غرب مدينة سيدي سليمان، وعلى الضفة اليمنى لوادي بهت تقع مدينة ريغا الأثرية. تتميز المنطقة بالأراضي الخصبة التي تتميز بها الأراضي الداخلية لمنطقة الغرب الأوسط. وقد خلصت الحفريات وعمليات التنقيب في الموقع أن المدينة كانت عاصمة المملكة الأمازيغية المورية.
ميغاليث مزورة
مكان فريد في شمال إفريقيا. إنه موقع صخري ضخم عبارة عن كتل من أعمدة حجرية أطولها يبلغ 5 ميتر. قرب أصيلا و على بعد عشرين كيلومتر من مدينة العرائش، تتراص جنبا إلى جنب في دائرة قطرية واسعة 167 عمودا وحجارة صخرية تعود إلى العصر البرونزي. تقول الميثولوجيا الإغريقية أنها ضريح العملاق الأمازيغي عينتي الذي سقط صريعا في صراعه مع هرقل. يظنها آخرون قبرا لشخصية عظيمة في زمانها، رغم أن القليل من التنقيب لم يكشف عن أي قبر، بينما يرى مؤرخون أن ميغاليث مزورة هي معبد كبير مخصص لعبادة الشمس. ميغاليث مزورة تعتبر أكبر دائرة صخرية في العالم. ترى ماهي فعلا هذه الصخور؟، فقط الأبحاث المقبلة ستفسر هذا الغموض.