من أين يأتي الزكام؟ الجواب سهل، إنه البرد. هكذا يظن الجميع، فالبرد هو سبب الأنفلونزا و الزكام و الكحة و جميع أمراض الشتاء سببها البرد لهذا تسمى نزلات البرد. هل هذا صحيح أم أن البرد مظلوم؟ إكتشف قصة متهم بريئ !
ضربة البرد
لقد أجمع عامة الناس على أن البرد هو سبب نزلات البرد. وهي تهمة ثقيلة و متوارثة عبر الأجيال. الحقيقة أن البرد بريئ من هذه التهمة. إن جميع الأمراض ذات الأعراض المشتركة مثل السعال، سيلان الأنف، الإرهاق العام، الزكام، الأنفلوانزا تعتبر و لزمن طويل نتائج لضربات البرد. في المغرب هذه قناعة عامة لدرجة أن يتم التعبير عن تلك الأعراض بكلمة “ضربني البرد”. فالبرد هو الذي ضرب المريض و سببت الضربة الزكام و احتقان الأنف و غيرها من علامات ضربة البرد.
ليس المغاربة فقط، فالفرنسيون أيضا يتهمون البرد عند إصابتهم بالأنفلوانزا و يسمونها Grippe، و هي تعني قبضة، بسبب ضيق الحلق و الصدر عند الزكام، فهي قبضة البرد. و هكذا لدى شعوب كثيرة التي تحمل القناعة نفسها، و هي أن كل هذه الأعراض هي نزلات البرد. في 1743م اعتقد الأطباء أن الإنهاك العام و الإجهاد الذي يصاحب الزكام هو نتيجة البرد و شركاؤه الشياطين.
الطب يحسم
لقد ظلت القناعات الظالمة تجاه البرد شائعة إلى سنة 1931م حين اكتشف علماء الأحياء أن الأنفلونزا هو فيروس صغير. كان هو المتهم المخفي، و باكتشافه تم تبرئة البرد من التهم الثقيلة. فبات العالم يعرف أن الزكام و الأنفلونزا من الأمراض الفيروسية التي تتحصن داخل خلايا الجسم. استمرت الأبحاث ليتم اكتشاف مائة من الفيروسات الصغيرة المتشابهة التي هي المسؤولة عن الزكام، و تم تحديدها بالفيروسات المسببة لمرض التهاب الأنف الحاد. اليوم الطب يفرق بين مرض الزكام أو التهاب الأنف الحاد و مرض الأنفلونزا فهما يختلفان إلا من بعض التشابه في بعض الأعراض.
الفرق بين الزكام و الأنفلونزا
- الأنفلونزا: مرض حاد شديد التأثير على المريض. قد يصيب الإنسان في الشتاء و أيضا في الصيف. يتميز بارتفاع كبير في درجة الحرارة، إنهاك عام في الجسم، لا يصاحبه ترشح الأنف بل صداع و بحة صوت و سعال جاف. وهي تمنع المصاب من العمل.
- الزكام: مرض خفيف الوطأة يصاحبها حمى خفيفة، سيلان أنف، عياء طفيف لكنها لا تصيب بالإنهاك العام للجسم، فالمصاب يمكنه العمل.
ملاحظة: إذا كانت الأنفلونزا تستطيع أن تتطور لتشكل خطورة و تصيب بالتهاب رئوي حاد، فالزكام لا يشكل خطورة و أقسى ما يصل إليه التهاب الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية.
التشابه بين الأنفلونزا و الزكام
- مدة الحضانة: تتراوح بين يوم و ثلاثة أيام
- طرق العدوى: أهمها الزحام، الإختلاط المباشر بين الشخص السليم و حامل العدوى.
ملاحظة: لا يتوفر العلاج الحاسم للأنفلونزا و الزكام. الأدوية التي يصفها الطبيب أو الفيتامينات التي يتناولها المريض هي مسكنة للآلام و مقوية لمناعته و ليست شافية تماما.
طرق علاج الأنفلونزا و الزكام
- الراحة التامة.
- الإكثار من السوائل.
- تناول مخفضات الحرارة في حالة الحمى.
- تناول مضادات الالتهاب.
- اتباع النظام الغذائي الصحي والمتوازن. اختر الأطعمة الطازجة. يمكن أن تكون الفواكه الموسمية مصدرا جيدا للفيتامينات والسكر.
مهم أن تعرف: إذا استمرت الأعراض أكثر من 48 ساعة ينصح زيارة طبيب عام.
قائمة الأطباء العامون:
طبيب عام في الحي المحمدي – الدار البيضاء
طبيب عام في سيدي البرنوصي ـ الدار البيضاء
طبيب عام في عين السبع – الدار البيضاء
طبيب عام في سيدي مومن – الدار البيضاء