كيف يمنح الضحك و الفكاهة صحة أفضل لحياتك
هل صحيح أن الحياة جدية تماما؟ و هل صحيح أن الفكاهة لا تتماشى مع جدية الحياة؟ الحقيقة أن السلوك الإنساني متكامل، فهو يجمع بين الفكاهة و الجدية. إجعل من الضحك و الفكاهة حليف رفاهيتك، و احصل على صحة أفضل!
وظيفة الضحك و الفكاهة
الإنسان حيوان ضاحك، هكذا يقول دارسوا ظاهرة الضحك في حياة الإنسان، إنها قيمة لا يتشاركها مع أحد من الخلق. لابد من حافز يثير الضحك، وقد يكون هذا الحافز شيئا يثير الفرح فيكون الضحك مسرورا و يدل على الفرح. وقد يكون الحافز شيئا يثير السخرية فيأتي الضحك ساخرا مستهزئا يسميه الناس بالضحكة الصفراء. وقد يكون ضحكا شامتا ينبع من العداوة. فهناك أنواع من الضحك و وظيفته تختلف في نوع الفكرة أو الشعور الذي تعبر عنه. لكننا في هذا المقال يهمنا الحديث عن الضحك الذي يعبر عن المزاح و الفكاهة. الضحك الإيجابي، الجميل النابع من القلب.
تاريخ من التسلية و الترفيه
لقد رافقت الفكاهة و الضحك وجود الإنسان عبر مراحل الزمن، إنهما ممارسة قديمة في حياة الشعوب. فمنذ عصور قديمة للغاية تعامل الإنسان مع الضحك السعيد، مع الهزل و المزاح و الفكاهة. والتاريخ ترك لنا شواهد من مختلف العصور. فالحكايات، المسرح و التمثيل، جسدت مختلف العواطف الإنسانية و خصوصا الفكاهة. وقد ترك لنا الإغريق مسرحيات فكاهية في فن الكوميديا التي تعتبر أشهر روائع التعبير الفكاهي في التاريخ القديم و إلى عصرنا اليوم. إن التسلية كانت و منذ الإنسان البدائي جزء لا يتجزأ من حياته التي تعبر عن أفكاره و احتفالاته و مناسبات جماعية يشتركون فيها لحظات المزاح و روح التسلية و الترفيه.
الفكاهة و الصحة
أكيد سمعنا نصائح من زملاء العمل أو أصدقاء و أقارب ينصحون بالترويح عن النفس للتخلص من التوتر، أو رتابة الأيام أو الكآبة، أو حتى الفراغ. فالفراغ السلبي يقتل صاحبه تدريجيا و تكون النصيحة الجيدة في هذه الحالة هي: قم بأنشطة مسلية!
لاحظ الأطباء النفسيون أن الأشخاص الجديون كثيرا في حياتهم غالبا ما يفتقرون إلى البهجة. بكل بساطة لأنهم يقدسون العمل و السعي و الجهد ولكن بشكل غير متوازن، حيث يتجاهلون تماما اللعب واللهو في أوقات فراغهم. لهذا لابد أن تسأل نفسك ماهي صفة فراغك؟ هل هي مثمرة نفسيا أم أنك ترى هذا الفراغ بلا شأن.
إن بيئة العمل ترهق الفكر و الأعصاب، خصوصا في مجتمعاتنا التي تتطور صناعيا أكثر فأكثر، لذلك من الضروري إيجاد حافز يأخذك إلى التسلية و اللعب. من أجل ذلك عمل الأطباء النفسيون على دراسات لسلوك الإنسان استخلصوا منها قيمة اللهو و اللعب في حياة الكبار تماما كما هي في حياة الأطفال، فقدموا فكرة تدبير الفراغ. قد يعتقد الكبار أنهم كبروا كفاية لكي لا يتسلوا و يلعبون، وهي فكرة خاطئة. الصحيح هو أن الكبار يجتهدون و يسعون بجدية من أجل كسب قوتهم و هذا الجهد في وقت الفراغ لا يتوقف بل إنه يأخذ صورة أخرى، وهي صورة تسلية، إنها تخدم الجهد اليومي في العمل، حيث تعمل على التنفيس عن التوتر ومقاومة الملل و التكرار و تجديد الطاقة. إن هذه الفكرة تحفز على النظر بطريقة مختلفة إلى أهمية الترويح عن النفس بالطريقة المسلية المختارة.
فوائد الضحك و الفكاهة
تأثير الفكاهة والضحك إيجابي في حياتك البدنية، النفسية و العقلية، إن الضحك و الفكاهة يقوي الأواصر الإجتماعية و يقربنا أكثر من الناس و يعزز علاقات الألفة و الصداقة، و أيضا يعمل على:
- تقوية جهاز المناعة بزيادة عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة.
- تقليل هرمونات التوتر والحماية من آثارها الضارة.
- تنشيط الدورة الدموية.
- زيادة الطاقة .
- تخفيف الألم.
حينما تضحك من قلبك، فأنت بدون أن تدري تقوم بتمرين بدني جيد. حيث يشغل الضحك الحجاب الحاجز، و عضلات البطن و الكتفين، و يحسن من صحة القلب. بتحسين حالتك المزاجية، فإنك تقلل من مستويات التوتر وتنعم براحة بال ثمينة، إليك في الفقرة الموالية هذه الطرق البسيطة و الفعالة.
لا تحبس نفسك في سجن الكوارث البشرية
غالبا ما يركز الإنسان على مشاكل العمل أو مشاكل عائلية و التأثر بأحداث سلبية في محيط مجتمعه خصوصا مع طفرة الشبكات الإجتماعية التي تكثر فيها أحداث وأخبار سلبية تصيب بالكآبة و الهم و الإحباط و الخوف عند تكرار مشاهدتها. لا تحبس نفسك في سجن الكوارث البشرية، اخرج منها وجدد طاقتك في مكان مختلف و بعيد عن العالم الذي يكرس الخوف ويزيد وضعك النفسي سوء. إقتنع بأهمية التسلية و أنها ليست مجرد قتل للفراغ. انظر إليها بطريقة مختلفة. إنها فن و ذوق و مجهود يغير لحظتك فعلا.
جميلة ابتسامة العمل
هل جربت يوما هذا الموقف، أن تدخل مكتبا و تحس برغبة في أن تخرج بسرعة! أن تشعر بكآبة الوجوه خلف الملفات، و الجو المشحون و التكهرب في مناخ المكتب. أنا جربت ذلك و كانت لدي فكرة وحيدة، أن هذا المكتب يفتقر إلى الحيوية و محروم من العلاقات الإنسانية. نحتاج إلى ألوان البهجة في عملنا كالزهور، أو ابتسامة تنشر طاقة الحيوية. “الإبتسامة في وجه أخيك صدقة” هكذا قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. لكن يبدو أننا نغرق في تحدياتنا الخاصة و رتابة أيامنا و فرديتنا المتزايدة فنسينا أن ابتسامة صغيرة و صادقة قد تخلق الفرق. فقط ابتسم بشكل طبيعي، قد تبدو غريبا للأسف في بيئة سلبية، لكن صدق أن الإبتسامة تعدي! وهي مفتاح للضحك الذي سيأتي.
أناس مرحين حولك
هل جلست مرة مع شخص يحمل روح الدعابة؟ أكيد أنت تتذكر كم ضحكت برفقته، و كم كنت مرتاحا، حتى أنك نسيت مشاكلك. تشعر بصدر واسع و طاقة متجددة. لم تعد تشك الآن في قيمة الفكاهة، بعضهم يسميها تسلية، أو لهو، مرح أو لعب، وجميع هذه الأسماء تعني نتيجة واحدة، ترويح عن النفس. أحط نفسك بأناس مرحين يتحسن معهم مزاجك و يجعلونك تتيقن بأن هذا العالم مكان جميل للعيش.
غير نظرتك للأمور
انظر إلى الجانب المشرق من الأشياء. أكيد في حياتك جوانب إيجابية، اكتبها في قائمة و اشعر بالشكر و الإمتنان، ذلك سيبعد الأفكار السلبية التي تمنع الفكاهة والضحك.
الضحك مجاني، إستفد منه!
الضحك و الدعابة و المرح أشياء ممتعة و مجانية. استخدامها في حياتك ينفع صحتك البدنية، العقلية و النفسية. يحسن مزاجك و يمنحك دائما صورة مشرقة للحياة، إنه رغم كل ما قد يبدو عبثا في هذا العالم إلا أن مع الضحك و الفكاهة تكتشف الجانب المرح في الحياة.
أضف المزيد من الضحك على حياتك، و إذا كنت أقل إشراقا فتذكر فقط أن تبتسم.
شارك المقال و اشترك في نشرتنا الإخبارية ليصلك جديدنا